رواية “أعين تتكلم”

الفصل الأول: البداية المتواضعة

في أحد الأزمنة البعيدة، كانت هناك عائلة تعيش في مدينة صغيرة، لكنها كانت عائلة مليئة بالحب والتفاهم. كان حسن، رب العائلة، رجل ذو قلب كبير وروح طيبة. عمل حسن كمحاسب في إحدى الشركات الصغيرة، ورغم أن دخله لم يكن كبيرًا، إلا أن قلبه كان مليئًا بالعطاء. كان يعيش مع زوجته الراحلة، ندى، وأطفاله الأربعة: أحمد (30 عامًا)، رؤى (25 عامًا)، والتوأم يارا وأروى (18 عامًا). نشأوا في منزل بسيط لكنه مليء بالحب والراحة النفسية.

حياة العائلة كانت تسير بشكل بسيط، إلى أن وقعت المأساة الكبرى. ماتت زوجته ندى أثناء ولادتها للتوأم، مما أثر بشكل عميق على حياة حسن وأطفاله. كان الفقد مؤلمًا، ولكن حسن أصر على أن يواصل حياته رغم الصعاب. كان يُظهر لهم القوة والصبر، ولكن في داخله كان يتصارع مع الحزن والوحدة.

الفصل الثاني: لقاء مع فهد

في أحد الأيام، بينما كان حسن في طريقه إلى عمله، توقف فجأة بجانب رجل في الخمسينات من عمره. كان الرجل متكئًا على سيارته يبدو عليه التعب الشديد. نظر حسن إليه في رفق وسأله: “هل تحتاج إلى مساعدة؟”. اكتشف في تلك اللحظة أن الرجل كان يواجه أزمة قلبية، وعليه أن يأخذه إلى المستشفى فورًا.

في تلك اللحظات الهادئة داخل غرفة المستشفى، جلس حسن بالقرب من فهد يطمئنه على حالته، بينما بدأ فهد يشكر حسن بحرارة على مساعدته. قال فهد بصوت ممتن:

“يا حسن، لو لم تكن هنا في تلك اللحظة، لا أعلم كيف كان يمكن أن ينتهي الأمر. لقد أنقذت حياتي، ولن أنسى لك هذا المعروف أبدًا.”

ابتسم حسن بتواضع قائلاً:

“لا شكر على واجب يا أستاذ فهد، هذا أقل ما يمكنني فعله. المهم أنك الآن بخير.”

استأذن فهد للحظة وأجرى اتصالاً بابنه أدهم، طالباً منه الحضور إلى المستشفى فوراً. بعد إنهاء المكالمة، عاد لينظر إلى حسن بنظرة تقدير وسأله:

“قل لي يا حسن، من أين أنت؟ وأين تسكن؟ أريد أن أعرف كل شيء عن الرجل الذي أنقذني.”